▪ واتس المملكة:
أشارت دراسة طبية حديثة إلى أن الجمع بين الأسبرين وأحماض الأوميغا 3 –الموجودة في زيت السمك على سبيل المثال- قد يؤدي إلى التعرض لمشاكل صحية، خاصة بالنسبة لمن يواجهون مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
وأجرى الدراسة الدكتور روبرت بلوك، وهو طبيب قلب في مركز جامعة روشستر الطبي، وعرضت في العاشر من تشرين الثاني الجاري خلال اجتماع علمي سنوي لجمعية القلب الأميركية.
وصرح بلوك لموقع “لايف ساينس” بأن هذه الدراسة كشفت عن أن مستويات الحمض الدهني أوميغا 3 في الدم قد تعمل على تغيير تأثيرات مادة الأسبرين على القلب. ويمكن الحصول على أوميغا 3 من الأسماك الدهنية، بما في ذلك التونة.
ويصف عادة الأطباء جرعة يومية صغيرة من مادة الأسبرين للأشخاص المعرضين لخطر الأزمات القلبية، نظرا لأن هذا الدواء يعمل مضادا لتخثر الدم..، ويمكن أن يساعد على منع الجلطات. ويُعتقد أن حمض الأوميغا 3 يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأشار بلوك إلى أن تناول جرعة يومية قليلة من مادة الأسبرين تعد مسألة مثيرة للجدل، كما بدأ الأطباء يشككون في فوائد وصف الأسبرين للأشخاص الذين لم يصابوا بنوبة قلبية، لأنه يزيد خطر تعرض الشخص للنزيف الداخلي.
ويقول بلوك “بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو أمراض الأوعية الدموية، فهناك بيانات تؤكد أن الجرعات المنخفضة من الأسبرين يمكن أن تكون مفيدة. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص لا يزالون يواجهون خطرا متزايدا للتعرض لنزيف، لكن فوائد الأسبرين تفوق مخاطره إلى حد ما”.
وفي عام 2015 نشر بلوك دراسة مصغرة أجريت على ثلاثين مشتركا، وركزت على ما يحدث للدم عندما يتناول الأشخاص الأسبرين وزيت السمك معا. واكتشف الباحثون أنه عند وجود مستويات معتدلة من أحماض أوميغا 3 في الدم، يؤثر هذا المزيج على الصفائح الدموية، التي تلعب دورا مهما في تخثر الدم، لكنها قد تؤدي كذلك إلى انسداد خطير في الأوعية الدموية.
أما في الدراسة الجديدة، فاستعان بلوك وفريقه بقاعدة بيانات تدعى دراسة فرامنغهام للقلب، ويعود تاريخها إلى سنة 1948. وبحثوا في العلاقة بين عدد الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين تناولوا الأسبرين يوميا، وبين أولئك الذين تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرها من الأمراض القلبية الوعائية خلال الثلاثين سنة اللاحقة أو أكثر.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستهلكون الأسبرين يوميا، ويتناولون أيضا جرعة صغيرة من حمض الأوميغا 3 تعرضوا لخطر متزايد لتطوّر أمراض القلب مقارنة بمن لا يتناولون كلتا المادتين.
كما تبين أن الأشخاص الذين لم يستهلكوا الأسبرين، ولكنهم تناولوا كمية قليلة من أوميغا 3، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 55% مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا حمض الأوميغا 3.
وقال بلوك “يجب القيام بمزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع، ولا يمكننا الجزم بما يتعلق بمواصلة تناول الأسبرين أو التوقف عن ذلك، كما نحتاج أيضا إلى معرفة إذا كان بالإمكان إعادة العمل على هذه الاستنتاجات في دراسات أخرى، وهو الأمر الذي نأمل تحققه”.