نجحت السعودية في تجربة بناء منزل باستخدام “الطباعة الثلاثية الأبعاد”؛ وذلك لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وبالتعاون مع شركة هولندية.
وأكد وزير الإسكان ماجد الحقيل، أن التجربة تأتي ضمن تحفيز الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق الرفاهية لمواطني المملكة.
وأعلن برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030”, الاثنين، عن نجاح تجربة بناء أول منزل بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، التي تُعد من أحدث تقنيات الجيل الرابع لتقنيات البناء.
وتأتي هذه التجربة بهدف مواكبة التقدم التكنولوجي في عالم البناء المستقبلي، ولكي تكون المملكة سباقة في تعزيز اعتماد تقنيات البناء المبتكرة في قطاع البناء والتشييد وتوطين صناعتها في المملكة.
وأوضح البرنامجان أنه اكتمل بناء المنزل الواقع على أرض وزارة الإسكان غرب مطار الملك خالد الدولي بالرياض، عن طريق شركة (Cybe) الهولندية، التي تعد من أبرز الشركات التي تمتلك هذه التقنية في العالم؛ حيث سيكون هذا المنزل متاحًا للزيارة والاطلاع عليه من المختصين والعاملين والمهتمين من مهندسين ومعمارين وشركات متخصصة بمجال التشييد والبناء ولمدة 5 أيام.
ويمكن للراغبين في زيارة المنزل ومشاهدة مراحل الطباعة والتعرف عن قرب على هذه التقنية؛ حجز موعد للزيارة عبر الرابط التالي:
وتأتي هذه الخطوة في إطار مواكبة مبادرة تحفيز تقنية البناء (إحدى مبادرات خطة تحفيز القطاع الخاص، التي أطلقتها وحدة المحتوى المحلي وتنمية القطاع الخاص “نماء” للتقدم التكنولوجي في عملية البناء، من خلال التعريف بالطباعة الثلاثية الأبعاد، التي تعد من أبرز طرق البناء المستقبلية المبتكرة التي يُعوَّل عليها للإسهام في صنع وحدات سكنية متكاملة من خلال نماذج رقمية المكونات)، كما يُتطلع من خلال هذه التقنية مستقبلًا إلى خفض تكاليف الجمع والنقل والبناء، بحيث يمكن الحصول على مسكن صديق للبيئة.
وأكد وزير الإسكان رئيس برنامج الإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل -خلال جولته التفقدية للمشروع اليوم، بحضور وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية مسؤول برنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية الدكتور عابد السعدون، ونائبة السفير الهولندي في المملكة السيدة ماشا باك- أن هذه التجربة تجسّد التعاون بين العديد من القطاعات ذات العلاقة؛ حيث يتشارك برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في طباعة أول منزل باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد، التي تُعد أول تجربة ناجحة لبناء منزل باستخدام هذه التقنية في الشرق الأوسط؛ ما يعطي نظرة لمستقبل هذا القطاع، وكيف سيكون البناء خلال الأعوام المقبلة، ودور المملكة في تحفيز الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق الرفاهية لمواطنيها.
وأوضح أن من ثمار الشراكة بين هذين البرنامجين، استفادة عدد من أبناء هذا الوطن (مهندسين ومهندسات) بالمساهمة في تشييد هذا المنزل بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، بعد اكتسابهم المهارات اللازمة في هذه التكنولوجيا المتطورة، مشددًا على حرص الدولة على تطوير قدرات أبنائها والاستفادة من توطين هذه التقنيات المتطورة، وخلق مزيد من الوظائف لأبناء الوطن.
من جانبه، أكَّدت نائبة السفير الهولندي في المملكة “ماشا باك”، أن تجربة بناء المنازل باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد تُعد فريدة للغاية، مشددةً على أن هذه التجربة في السعودية مثال جيد لمنزل المستقبل، مشيرةً إلى علاقة اقتصادية فعالة بين البلدين ممتدة منذ عقود عدة، شملت الجانب المصرفي وغيره من المجالات الاقتصادية الأخرى.
يذكر أن تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد يتم من خلالها بناء مجسم ملموس من نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد؛ حيث يمكن الحصول على هذا المجسم من ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد (3D Scanner)، أو من خلال تصميمه باستخدام أحد برامج الحاسوب (Computer Aided Design “CAD”) الخاصة بالتصميم الثلاثي الأبعاد مثل (3D MAX, Google Sketchup).
وعلميًّا، يتم تشكيل هذا النموذج عن طريق طباعة مجموعة من الطبقات المتتالية بعضها فوق الآخر حتى يتم الحصول على الشكل النهائي، وهو ما يعرف بنظام التصنيع المضاف (Additive Manufacturing). ويختلف هذا النظام عن نظامي القولبة والنحت اللذين يبددان أكثر من 90% من المادة المستخدمة في التصنيع.