▪ واتس المملكة:
كشفت دراسة حديثة أجريت بمعهد “ستيفنز للتكنولوجيا” في الولايات المتحدة، أنّ “تأثير القهوة لا يقتصر على مذاقها، بل قد تكون في رائحتها قوى أخرى خفية”، إذ أن رائحة القهوة قد تؤدي إلى تحفيز بعض وظائف الدماغ، لتجعل بهذا من يشمّ رائحتها أكثر قناعةً بقدرته على الأداء بشكل أفضل.
وارتكزت الدراسة التي نشرتها مجلة “جورنال أوف إنفيرونمنتال سيكولوجي Journal of Environmental Psychology” على عينة من 114 طالبًا تمّ تقسيمهم إلى مجموعتين، طلب منهم الإجابة عن 10 أسئلة في الجبر، فيما كانت المجموعة الأولى في صف يعبق برائحة القهوة منزوعة الكافيين والمنبهات الأخرى، وهو ما أقر به نحو 70% من المجموعة، إذ قالوا إنّ رائحة القهوة كانت ملحوظة جدًّا. فيما كانت المجموعة الثانية في صف خالٍ من أي روائح.
وبيّنت نتائج الاختبار أنّ الدرجات التي حصل عليها أعضاء المجموعة الأولى كانت أعلى من تلك التي حصل عليها أعضاء المجموعة الثانية، كما بيّنت نتائج الاستبيان الذي عرض على المجموعة الأولى أنّ أعضاءها كانوا يتوقعون من أنفسهم أداءً أفضل، الأمر الذي يشير إلى وجود تأثير وهمي لرائحة القهوة قد يكون مسؤولًا عن النتائج الأفضل التي حققها أفراد المجموعة الأولى.
وتطرح النتائج التي توصل إليها فريق البحث سؤالًا جديدًا، فهل هل رائحة القهوة هي التي أدت بالفعل إلى تنشيط بعض وظائف الدماغ لدى أفراد العينة، أم أن قناعة عينة البحث بما هو معروف عن قدرة مشروب القهوة على زيادة اليقظة والانتباه هي التي أدت إلى تلك النتائج الجيدة؟
ولفحص هذا السؤال، تمّ تصميم تجربة أخرى شارك فيها 208 أشخاص لم يشاركوا في التجربة الأولى، وتمّ سؤالهم عن معتقداتهم حول الروائح الخاصة، وما يمكن لها أن تؤثر فيه على الأداء البشري للمهام المختلفة. وأعرب المشاركون عن أنهم سيشعرون بمزيد من التأهب والنشاط في وجود رائحة قهوة، كما قال عديدون منهم إنّ تعرّضهم لرائحة القهوة سيزيد من قدرتهم على أداء المهمات العقلية المنوطة بهم، لتشير النتائج إلى تأثير المعتقدات الواضح على الأداء.
كذلك سئل المشاركون عن الأماكن التي يقصدونها خلال اليوم تحرّيًا للراحة النفسية وممارسة الحياة الاجتماعية، ووجد فيها أنّ المقاهي هي ثالث مكان قد يقصده الفرد بحثًا عن الراحة، أو للعمل! إذ أشار الكثيرون إلى حبّهم للجلوس في مكان يعبق برائحة القهوة للعمل أو الدراسة.
ويرى فريق الباحثين أنّ “أهمية هذه الدراسة تكمن في أنّ هذه الدراسة الأولى التي ترصد تأثير رائحة القهوة، لا القهوة نفسها، على الإنسان، كما أنّ نتائجها المثيرة التي تظهر قدرة الرائحة الشبيهة برائحة القهوة على التأثير على الأداء الذهني والعقلي للإنسان، تشكّل قاعدةً لأبحاث مستقبلية حول تأثير الدواء الوهمي، من خلال استخدام بعض الروائح التي يمكن أن يكون لها تأثير مماثل لتناول المواد ذاتها”، وفقًا لما ذكر في الدراسة.