▪ واتس المملكة:
نفى مستشار معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، الدكتور محمد بن عبدالله إدريس، ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع من أن ٥ مهندسين من الجنسية الألمانية هم من يقفون خلف تصميم جسر الجمرات.
وقال : مهندسون سعوديون هم من يقف خلف هذا الصرح بهيئته النهائية، وليس كما يشاع.
وأوضح أنه في عام 1422هـ قدمت وزارة الشؤون البلدية والقروية مقترحًا لتطوير منطقة الجمرات، وتم عرضه على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وتحفظ المعهد على الفكرة لوجود عدد من الملاحظات الجوهرية؛ إذ كانت الفكرة عبارة عن مبنى متعدد الأدوار، يتم الوصول إليه والخروج منه عبر مصاعد وسلالم كهربائية، إلا أن المعهد أقترح آنذاك أن يكون الوصول إلى الأدوار عن طريق المنحدرات الطبيعية وربطها بمصادر القدوم، معتمدًا في ذلك على دراسة أجراها تحت عنوان (المعايير التصميمية لمنطقة الجمرات). وقد تم حينها اعتماد التصميم الذي قدمه المعهد لاستكمال المخططات التفصيلية.. وفقا لـ “سبق”
وعن سبب نسب الفكرة التصميمية لمنشأة الجمرات لمهندسين ألمان قال الدكتور محمد بن عبدالله إدريس: هذا غير صحيح، ولكن شاركت العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة في إخراج هذا المشروع إلى ما هو عليه الآن. والمعهد قدم الفكرة التصميمية معتمدًا على المعلومات والخبرات التي قدمتها الجهات الحكومية، وعلى رأسها الأمن العام والدفاع المدني ووزارة الحج، وغيرها من الجهات الأخرى، من خلال ورش العمل. فيما كان المهندسون الألمان يمثلون خبراء لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية، وليس لهم علاقة بالتصميم الحالي لجسر الجمرات إطلاقًا.
وتابع: الألمان تم إحضارهم من قِبل وزارة الشؤون البلدية للقيام بمهمة تصميم جسر الجمرات، ولكن المعهد رفض تصاميمهم المقدمة لوجود ملاحظات عليها، وتم استبدالها بالأفكار التصميمية التي قدمها فريق المعهد بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، واستمر الفريق الألمان فقط لحضور الورش والمناقشات.
وفيما يتعلق بالوقت الذي استغرقه تصميم المشروع قال: بداية العمل كانت من خلال الاطلاع على جميع المقترحات الموجودة من قبل في المعهد، بحضور عدد من أصحابها، وشرحها، ثم بدأنا نناقش تلك المقترحات، ونقدم البدائل من خلال الأهداف التصميمية التي تم اعتمادها. وخلال تلك الفترة تم عمل دراسة المعايير التصميمية لمنشأة الجمرات. بعد ذلك تم إخضاع الفكرة التصميمية لعدد من الاختبارات، مثل عمل نمذجة حاسوبية للتأكد من سلامة التصميم، ومدى تحقيقه الأهداف التي تم الاعتماد عليها. وبعد هذا كله تم الانتهاء من تصميم الجسر، ثم البدء في تصميم الساحات والطرق المؤدية إليه.
وأكمل الدكتور إدريس: تضمن الأمر السامي تشكيل فريق عمل مكون من وزارة الشؤون البلدية والقروية ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، على أن يسهم فريق (مكتب دار الهندسة) في عمل الرسومات الأساسية والرسومات التفصيلية والتحاليل اللازمة.
وأردف: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج جهة بحثية استشارية، تقدم البحوث والدراسات للجهات الحكومية، وليس له علاقة بأعمال التنفيذ.
وبخصوص دور المعهد في الوقت الحالي تجاه منشأة الجمرات قال: نشارك في ورش العمل المتعلقة بتشغيل جسر الجمرات وتطويره، التي تعقد بشكل دوري ومستمر، كما نقوم سنويًّا خلال فترة الحج بمتابعة تشغيل الجسر من خلال فريق متخصص لهذا الغرض.
وفيما يتعلق بالحصول على فتوى شرعية تسمح بتعدد الأدوار قال: الوفيات سنويًّا في أعداد الحجاج بسبب ضيق منطقة الجمرات تتطلب مشاورة المختصين في الإفتاء لدرء المخاطر المتعلقة بالتدافع، ولم نقدم على شيء إلا بعد أخذ الموافقة على ذلك، خاصة أن الأمر يتعلق بشعيرة دينية.
وقال عن شعوره باعتباره أحد المصممين لجسر الجمرات وهو يرى الإنجاز وما حققه الجسر من نجاح في استيعاب الأعداد الهائلة للحجيج: لا أخفيك أنني أشعر بالفخر والاعتزاز؛ كوني أحد المصممين ضمن طاقم هندسي سعودي، قدم هذا العمل الجبار الذي يعود بالنفع على جميع المسلمين، ويُظهر دور المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا في خدمة ضيوف الرحمن. ولا شك أنه ينتابني شعور لا يوصف بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة من الأمان والراحة لحجاج بيت الله الحرام مقارنة بالوضع السابق؛ إذ كانت منطقة الجمرات تشكل كابوسًا مرعبًا لجميع الحجاج.
